مدونة بيت المحتوى

أثر بيئة العمل الإيجابية على الأداء الوظيفي والصحة النفسية للموظفين

أثر بيئة العمل الإيجابية على الأداء الوظيفي والصحة النفسية للموظفين

ندى المصطفى - محررة في بيت المحتوى

يقضي الموظفون معظم الأوقات في أماكن عملهم، ويتواصلون مع زملائهم بشكلٍ يومي ومباشر، مما يجعل من هذه العلاقات الاجتماعية مؤثراً مباشراً على الحالة النفسية والمزاجية للأشخاص. وبالتالي، يمكننا القول إن تعزيز هذه العلاقات وبناءها على مبادئ الاحترام واللطف والانفتاح، يحقق آثاراً إيجابيةً ملحوظة للشركة والموظفين على حدٍ سواء.

ويُمكن للشركات والمنظمات الاستفادة من مشاعر المحبة والودّ والتقدير بين الموظفين وتشجيعها لتكون إحدى أساليب العمل الرئيسية. إذ تشيرُ الكثير من الدراسات أن جميع الأشخاص يميلون لردّ التصرفات الجيدة بالمثل، وتكرارها مع أشخاصٍ مختلفين في معظم الأحيان. مما يساهم في نشر ثقافة العطاء بشكلٍ أكبر. وفيما يلي نقدّم لكم بعض الفوائد الاستثنائية للعلاقات الجيدة في العمل، ونصائح عملية لأصحاب الشركات الراغبين بتعزيز مفاهيم العطاء واللطف ضمن فرقهم:

  1. تعزيز الإنتاجية: يتمتع الموظفون الذين يتعاملون مع بعضهم البعض بلطفٍ واحترام بطاقةٍ إنتاجية تزيد بنسبة 26% عن غيرهم من الموظفين، كما يظهرون رضا أكبر عن عملهم بنسبة 36%، والتزاماً أعلى بنسبة 44% تجاه مؤسستهم.

  2. تحسين الصحة النفسية والجسدية: تمنح العلاقات الحميدة شعوراً بالأمان للموظفين كما تساهم في الحفاظ على معدل طبيعي لضربات القلب وضغط الدم وتعزز الاستجابة المناعية، مما يعني زيادة التركيز وتخفيف الحاجة للإجازات المرضية أو التغيب عن العمل.

  3. زيادة مستويات التواصل: تساعد بيئة العمل المريحة على تقليل مستويات الضغط، مما يساهم في زيادة التواصل وتعزيز التفاعل الإيجابي والمشاركة بين الموظفين.

  4. إعداد قادة حقيقيين: تحفّز أساليب اللطف والتشجيع الإيجابي أفراد المنظمة ليكونوا قادةً حقيقيين يتحملون المسؤولية في رعاية وتطوير من حولهم، ويمتلكون الثقة الكافية لمعاملة الجميع باحترام وتشجيع فرقهم وزملائهم باستمرار.

  5. بناء الثقة: تعزز العلاقات الودية مشاعر الثقة بين الموظفين وتمنحهم شعوراً أكبر بالأمان، حيث يمكنهم العمل بأجواءٍ خالية من المضايقات والحذر والخلافات، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية العمل.

 

أما عن الأساليب الفعّالة لتأسيس بيئة تفاعلية تتيح للعاملين التعاطي مع بعضهم البعض بودّ واحترام متبادل ولطافة لتحقيق النجاح النفسي والعملي، فنذكر عدداً من الأدوات والخطوات البسيطة التي يمكنكم تطبيقها خلال روتينكم اليومي في العمل:

  1. الابتسامة والتحية: هل تخيلتم يوماً أن ابتسامتكم قد تحسّن مزاج شخصٍ ما أو يومه في العمل؟ في الحقيقة، تشير الدراسات إلى قدرة الابتسامة على تحسين مزاج الشخص والحفاظ على مستويات ضغط الدم الطبيعية وزيادة القدرة على التحمل وتقليل الألم والتوتر. وبالتأكيد فإن الابتسامة معدية، فعندما يبتسم شخصٌ ما، يميل الشخص المتلقي إلى مبادلة الابتسامة، مما يمنحه نفس المزايا. وكما يقول الكاتب الأميركي ويليام آرثر وارد: "الابتسامة الدافئة هي لغة اللطف العالمية".

  2. تقدير الموظفين: يساهم تسليط الضوء على مزايا وإنجازات الموظفين في تعزيز شعورهم بالتقدير والانتماء ويحفّزهم للقيام بعملهم بجودةٍ استثنائية. ويتفق أكثر من 80% من الموظفين على أن شعورهم بالتقدير يحسّن خبرتهم وعلاقاتهم ومشاركتهم وسعادتهم في العمل. ويُمكن أن يشمل التقدير منح الموظفين الحوافز أو الهدايا، أو شكرهم بعد أداء عمل جيد، وصولاً إلى توجيه لفتة لطيفة في أعياد الميلاد والمناسبات المهمة.

  3. التعامل مع الموظفين كأفراد: عندما يعامل المدراء موظفيهم كأفراد لديهم حياة واهتمامات ومشكلات، سيشعرون بمزيد من الدعم والرعاية. ويمكن القيام بذلك بطرقٍ متنوعة تشمل؛ تقديم ترتيبات عمل مرنة، سواءً كان ذلك يعني جدول عمل يجمع بين خيارات العمل في المكتب والعمل من المنزل أو نظام الإجازات المرنة، إذ تضمن هذه المرونة تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظف، مما يزيد من السعادة والإنتاجية.

  4. تشجيع المبادرات الشخصية: يُنصح المدراء بتوفير بيئة ملائمة لطرح الأفكار والاقتراحات الجديدة ومناقشتها بجدية وتوسيع المنصات لعرض وترتيب الأفكار لدعمها بالشكل المناسب، مع الحرص على مكافأة الأفكار المبتكرة والإبداعية وتقديم الحوافز المجزية.

 

Image
أبراج بحيرات جميرا، ص.ب. 38443, دبي الإمارات العربية المتحدة ​
المبيعات وخدمة العملاء
97144243066+
البريد الالكتروني على مدار الساعة:
hello@hoc.ae